تحميلات المصحف بكل صيغه

تحميلات

صفة صلاة النبي{ص}تحقيق الشيخ الألباني

صفة صلاة النبي{ص}تحقيق الشيخ الألباني

https://alnukhbhtattalak.blogspot.com/ صفة صلاة النبي{ص}

الجمعة، 22 أبريل 2022

تفسير وبيان لسورة الرحمن بما فتح ويسَّر المنَّان جمـع وإعداد محمد مهدي قشلان

 

تفسير وبيان لسورة الرحمن بما فتح ويسَّر المنَّان 
  جمـع وإعداد  محمد مهدي قشلان 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدمة الكتاب

الحمد لله ما غرد بلبل وصدح, وما اهتدى قلب وانشرح..{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا }

وأشهد أن لا إله إلا الله، من جعل القران دستوراً ومنهاجاً للأمم والشعوب مابقي الزمان والمكان....

وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا وقائدنا محمداً عبده ورسوله...من تمثَّل بأخلاق القرآن.. فكان قراناً يمشي بين الناس..سيدي يا حبيب الله:

        يا سيد العقلاء يا خير الورى * يا من أتيت إلى الحياة مبشرا

        وبعثت بالقرآن فينـــــــا هاديــــــــا  * وطلعت في الأكوان بدرا نيِّرا

        والله ما خلق الإلـــــــــــــه ولا برى * بشراً يُرى كمحمد بين الورى

وبعد: فلا شك أن القرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهداية للناس أجمعين، قال تعالى:" كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ " [ سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ : 1 ] ولقد تعبدنا الله بتلاوته آناء الليل وأطراف

النهار، قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ"[ سُورَةُ فَاطِرٍ : 29 ]، فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً .... فالاشتغال بالقرآن من أفضل العبادات، ومن أعظم القربات، كيف لا يكون ذلك، وفي كل حرف منه عشر حسنات، وسواء أكان بتلاوته أم بتدبر معانيه...

ولا شك أنه ينبغي لقارئ القرآن أن لا يقرأه قراءةً جوفاء من غير فهم ولا تفكر، فكثير من الناس اليوم ترآه يقرأ القرآن ثم يدعي ختمه مرة أو مرتين في الشهر ومع ذلك تمر عليه بعض ألفاظ القرآن وهو لا ينشط لقراءة تفسيرها..فيفوت عليه فهمها ونفعها...، قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وهو الصحابي الذي نظر إليه سيدنا عمر يوماً فقال: ( وِعَاءٌ مُلِئَ عِلْمًا ) قال: ( لا تهذُّوا القرآنَ هذّ الشّعر، ولا تنثروه نثرَ الدّقل، وقِفوا عند عجائبِه، وحرّكوا به القلوبَ، ولا يكن همُّ أحدِكم آخرَ السورة ) فلا يكون هدف الإنسان وهمّه هو تكثير الصفحات التي يقرأها، أو زيادة الختمات التي يختمها، بقدر ما يكون له همّ في تدبر ما يقرأ ويفهم... قال تعالى لنبيه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } فالتفسير والبيان يساعد الجَنَان في الإنسان على تدبّر القرآن ... فهذه الآية دليل على وجوب معرفة معاني القرآن، ودليل على أن الترتيل أفضل من الهذّ (سرعة القراءة)، إذ لا يصح التدبر مع الهذّ. وقال الحسن البصري: تدبر آيات اللّه اتباعها.

وعن الحسن أيضاً أنه قال: قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، حفظوا حروفه وضيعوا حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: والله ! لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً، وقد والله أسقطه كله،ما يُرى للقرآن عليه أثر في خُلُق ولا عمل ، والله ما هو بحفظ حروفه، وإضاعة حدوده، والله ما هؤلاء بالحكماء، ولا الوزعة، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء....

فالْمَقْصُودَ مِنَ قراءة الْقُرْآنِ فَهْمُهُ وَالتَّفَقُّهُ فِيهِ وَالْعَمَلُ بِهِ، وَقد سُئِلَ مُجَاهِدٌ-رحمه الله- عَنْ رَجُلَيْنِ قَرَأَ أَحَدَهُمَا الْبَقَرَةَ، وَالْآخَرُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فِي الصَّلَاةِ وَرُكُوعُهُمَا وَسُجُودُهُمَا وَاحِدٌ ، فَقَالَ: "الَّذِي قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَحْدَهَا أَفْضَلُ" .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما:" لأن أقرأ البقرة أرتلها وأتدبرها أحب إلىَّ من أن أقرأ القرآن كله هذرمة"...

ولقد أودع الله فيه علم كل شىء، ففيه الأحكام والشرائع، والأمثال والحكم،

والمواعظ والتاريخ، والقصص ونظام الأفلاك، فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينها، وما أغفل من نظام في الحياة إلا أوضحه، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :{ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (1)}، هذا هو كتابنا، هذا هو دستورنا، هذا هو نبراسنا......

قصة هذا الكتاب:

لم تكن هناك فكرة في بادء الأمر من أن أجعل هذه الورقات كتاباً يُنشر....إنما كانت تحضيراً وتجهيزاً لدروس ألقيها...،وكان المقرر على الطلاب سورة الرحمن حفظاً وتفسيراً وبياناً...فبعد أن انتهينا أشار علي أحد الإخوة الكرام بنشرها لتعمَّ فائدتها...مع اعتقادي بأني لم أسبق أحداً بها...ولا أدعي أنني من المفسرين لكتاب الله..فهناك مسافات بعيدة بيني وبين هؤلاء العمالقة الكبار الذين سبقو وأجادوا ....ولكنه جهد مقل...وخطوة في الإتجاه الصحيح ...، فما كان في هذا العمل من صواب وفائدة، فالفضل فيه يرجع لله تعالى وحده ثم إلى والدي الشيخ نذير قشلان عافاه الله وتولاه وبارك في حياته، وما وجد فيه من خطأ أو نسيان فهو من صنع يدي، وأنا وحدي المسئول على ذلك أمام الله تعالى..ولا تبخلوا علي بنصائحكم وإشاراتكم  

وفي الختام أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقنا السداد والإعانة، وأن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال، وأن يجعل هذا العمل في موازين حسناتنا وحسنات والديينا.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    وكتبه محمد مهدي قشلان .... رجاء دعوة صالحة

تفسير وبيان

لسورة الرحمن بما فتح ويسَّر المنَّان

مقدمة وتمهيد بين يدي السورة:

ترتيبها: الخامسة والخمسون في القرآن. ( 55 )

آياتها: عدد آياتها ثمان وسبعون آية. ( 78 )

كلماتها: عدد كلماتها ثلاث مائة واثنان وخمسون ( 352 )

حروفها: عدد حروفها ألف وخمسمائة وخمس وثمانين ( 1585)

مكان نزولها: الراجح أنها مكية كلها

تسميتهــا:

سميت بـ ( سورة الرحمن)، لافتتاحها باسم من أسماء اللّه الحسنى وهو (الرحمن) وهو اسم مبالغة من الرحمة، وهو المنعم بجلائل النّعم ولجميع الخلق، أما الرحيم: فهو المنعم بدقائق النعم، والخاص بالمؤمنين.ولذا يُقال: الرحمن: لجميع الخلق، والرحيم: بالمؤمنين. وسميت في حديث مرفوع بـ (عروس القرآن) فقد أخرج البيهقي عن على بن أبى طالب- رضى الله عنه قال:سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول{كل شيء عروس و عروس القرآن الرحمن}

موضوعها:

1- عدَّد الله نعمه في هذه السورة مبتدئاً بذاته المقدسة مصدر النعم، ثم بالثناء على القرآن الكريم

2- ثم ببيان جانب من مظاهر قدرة الله تعالى، ومن جميل صنعه، وبديع فعله.. اقرأ إن شئت قول الحق سبحانه:{الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ. عَلَّمَهُ الْبَيانَ. الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ. وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ. وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ. أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ}.

 3- وبعد أن ساق سبحانه ما ساق من ألوان النعم، أتبع ذلك ببيان أن كل من على ظهر هذه الأرض مصيره إلى الفناء، وأن الباقي هو وجه الله تعالى وحده ...

4-ثم بين أهوال القيامة، وسوء عاقبة المكذبين..اقرأ إن شئت قول الحق سبحانه: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ} .

5- ثم بين حسن عاقبة المؤمنين.. فقال: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. ذَواتا أَفْنانٍ.}

ثم وصفت ما أعده الله تعالى للمتقين وصفا يشرح الصدور،ويقر العيون، فقد

أعد سبحانه لهم بفضله وكرمه الحور العين، والفرش التي بطائنها من إستبرق. قال

تعالى:{حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ. تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.}

وهكذا نرى السورة الكريمة تطوف بنا في آفاق هذا الكون، فتحكى لنا من بين ما تحكي- جانبا من مظاهر قدرة الله تعالى ونعمه على خلقه، وتقول في أعقاب كل نعمة (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)

وتَتَكرر هذه الآية فيها ( إحدى وثلاثين مرة )، لتذكير الجن والإنس بهذه النعم كي يشكروا الله تعالى عليها شكرا جزيلاً. وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة، فكلما مر بهذه الآية، قالوا: "ولا بشيء من آلائك ربَّنا نكذب، فلك الحمد"، وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه، أن يُقرَّ بها، ويشكر الله ويحمده عليها......

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا جميعاً من عباده الشاكرين عند الرخاء،الصابرين عند البلاء. الراضين بالقضاء. الموحدين إلى الفناء..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التفسير ...آية آية

قال الله تعالى:

{الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ} [الرحمن:1 - 3]. أي الله الرحمنُ علَّم القرآن، ويسَّره للحفظ والفهم،وتأمل أن الله قدم نعمة الهداية على نعمة الإيجاد، فلم يقل: {الرَّحْمَنُ}،خلق الإنسان، علم القرآن؛ لأن نعمة الهداية والإرشاد أعظم من نعمة الخلق والإيجاد.

عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4): علمه الفهم والنطق والإفصاح عما يريد الإفصاح عنه بالكلام الذي أداته اللسان.

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5):الشمس والقمر يجريان فى بروجهما بحساب وتقدير لا إخلال فيه.

وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6): والنبات الذى لا ساق له، والشجر الذي يقوم على ساق يخضعان لله تعالى فى كل ما يريد بهما.

وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7): والسماء خلقها مرفوعة، وشرع العدل لئلا تتجاوزوا الحد.

وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9): وأقيموا الوزن بالعدل فى كل

معاملاتكم، ولا تنقصوا الميزان

وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10): والأرض بسطها ومهَّدها للخلائق ينتفعون بها.

فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) في الأرض أنواع كثيرة من الفاكهة، وفيها النخل ذات الأوعية التى فيها الثمر. و"الأكمام"جمع" كِمّ "- بالكسر - وهو وعاء الثمر؛ لأن ثمر النخل يكون في غلاف ما لم يتشقق..

وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12): وفيها الحب ذو القشر رزقاً لكم ولأنعامكم، وفيها كل نبْت طيب الرائحة. وكل فلّة طيبة الريح سميت ريحاناً؛ لأن الإنسان يَرَاحُ لها رائحة طيبة أي: يشم .

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13): فبأي نِعَم ربكما الدينية والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذِّبان؟

خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) :خلق أبا الإنسان أو أصل الإنسان،وهو آدم من طين يابس كالفَخَّار، وخلق إبليس، وهو من الجن من لهب النار المختلط بعضه ببعض.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16):فبأي نِعَم ربكما- يا معشر الإنس والجن- تكذِّبان؟

رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17):هو سبحانه وتعالى ربُّ مشرقَي الشمس في الشتاء والصيف، ورب مغربَيها فيهما، فالجميع تحت تدبيره وربوبيته.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20):جعل الله البحرين -العذب والمالح- يتجاوران ويتماسّ سطوحهما، لكن مع ذلك بينهما حاجز من قدرة الله لا يطغى أحدهما على الآخر فيمتزجان، بل يبقى العذب عذبًا، والملح ملحًا مع تلاقيهما.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21):فبأى نعمة من نعم ربكما تجحدان؟

يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22): أي يخرج لكم من الماء اللؤلؤ والمرجان ، كما يخرج من التراب الحب والعصف والريحان، واللؤلؤ صغار الدر،والمرجان كباره

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24): أي وله جل وعلا السفن المرفوعات الجاريات في البحر، كالجبال في العظم والضخامة، ووجه الامتنان بها أن الله تعالى سيَّر هذه السفن الضخمة، من قُطرٍ إلى قطر ، ومن إقليم إلى إقليم ،وجريها في البحر لا صنع للبشر فيه، وهم معترفون بذلك،حيث كانوا يقولون:

 ( لك الفلك ولك الملك ) وإذا خافوا الغرق دعوا الله تعالى خاصة {مُخْلِصِينَ لَهُ

الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [ سُورَةُ العَنْكَبوتِ : 65 ]

 فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27):كل من على الأرض زائل ويبقى الله صاحب العظمة والإنعام.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28): فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟

يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29): أي كل ساعة ولحظة، هو تعالى في شأن من شئون الخلق يسألُ اللهَ جميعُ من فى السموات والأرض حاجاتهم وهم مفتقرون إليه،وكل وقت هو تعالى فى شأن من شئون الخلق، يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين....يعز ويذل، ويعطى ويمنع.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31): فسنتفرغ لحسابكم يوم القيامة أيها الجن والإنس..وهذا وعيد من الله تعالى للعباد إذا عصو أمره وتجاوزوا شرعه...

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان.

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33): يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تخرجوا من جوانب السموات والأرض هاربين فاخرجوا، لا تستطيعون الخروج إلا بقوة وقهر، ولن يكون لكم ذلك. فأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعًا ولا ضرًا؟

أما وصول الإنسان - بالصواريخ والمخترعات الحديثة - إلى القمر أو بعض الكواكب، فان ذلك داخل في مقدور الإنسان، ويستطيع بواسطة العلم أن يدور حول الأرض ويعلو في الأجواء ولكنه لا يستطيع ان يصل إلى السماء، فقد جعلها الله سقفا محفوظاً ، أما القمر وسائر الكواكب فهي دون السماء الدنيا ويمكن الوصول إليها ...إذن هذه الآية لا تتعارض أبداً مع وصول الإنسان إلى القمر أو المجرات الأخرى..فلننتبه

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟!

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35)  يُصَبُّ عليكما -يا معشر الجن والإنس- في الآخرة لهبٌ من نار ونحاس مذاب، فلا تقدران على دفع هذا العذاب.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37): فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة،لتنزل الملائكة منها لتحيط بالخلائق من كل جانب ..فتكون عندئذ مثل الورد الأحمر من حرارة النار، وكالزيت المغلي والرصاص المذاب؛ من شدة الأمر وهول يوم القيامة.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39): أي ففي ذلك اليوم الرهيب، لا يُسأل أحدٌ من المذنبين من الإنس والجن عن ذنبه،

لأن للمذنب علامات تدل على ذنبه، كاسوداد الوجوه، وزرقة العيون،فلا يقال له: أنت المذنب أو غيرك؟ ولا يقال: مَن المذنب منكم ؟ بل يعرفون بسوآد وجوههم ...

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41): يُعرف المجرمون من الإنس والجن بعلامة يتميزون بها كسواد الوجه وزرقة الأعين..وغير ذلك كما قال تعالى:{وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا }[ سُورَةُ طَهَ : 102 ] ،فيؤخذ بمقدم رءوسهم

وأقدامهم، فيلقى بهم فى جهنم.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43):يُقال لهؤلاء المجرمين-توبيخًا وتحقيرًا لهم-: هذه جهنم التي يكذِّب بها المجرمون في الدنيا

يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44): تارة يُعذَّبون في الجحيم، وتارة يُسقون من الحميم، وهو شراب بلغ منتهى الحرارة، يقطِّع الأمعاء والأحشاء.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46): أي وللعبد الذي يخاف قيامه بين يدي ربه للحساب جنتان: جنة لسكنه ، وجنة لأزواجه وخدمه ، كما هي حال ملوك الدنيا، حيث يكون له قصر ولأزواجه قصر..، وإنما كانتا اثنتين ليضاعف له السرور، بالتنقل من جهة الى جهة وفي الحديث: {جنَّتانِ من فِضة، آنيتُهما وما فيهما ، وجنتَّان من ذَهب ، آنيتُهما وما فيهما....(1)}

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48): الجنتان ذواتا أغصان نضرة من الفواكه والثمار. وخص الأفنان- وهي الغصون - بالذكر لأنها هي التى تورق وتثمر، ومنها تمتد الظلال، وتجنى الثمار

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50): أي في كل واحدة من الجنتين عين جارية، تجري بالماء الزلال... تسرح لسقي تلك الأشجار والأغصان

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52): في هاتين الجنتين من كل نوع من الفواكه والثمار صنفان: معروف، وغريب.لم يعرفوه في الدنيا ، وليس في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة ، إلا وهي في الجنة حتى الحنظل، إلا أنه حلو، وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54): وللذين

خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما، معتمدين مطمئنين على فرش بطائنها

من ديباج خالص، وثمر الجنتين قريب للمتناول.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56): في الجنان زوجات حابسات أبصارهن على أزواجهن، أبكار لم يقربهن إنس قبلهم ولا جان. فلم ( يَطْمِثْهُنَّ (1))  يمَسهن ولم يجامعهن أحد قبل أزواجهن، لا من الإنس ولا من الجن، بل هنَّ أبكار عذارى

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58): كأن هؤلاء الزوجات فى الحسن وصفاء

 

 

اللون: الياقوت والمرجان.في صفائهن وحمرتهن (1)

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60): هل جزاء مَن أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة؟ والإستفهام من الحق سبحانه: ليس لطلب الفهم...- حاشى فهو العالم المطلع على كل شيئ فلاَ تَخْفَى عليه خَافِيَةٌ -، والاستفهام هنا: للنفيِّ، للنفي أن يكون هناك مقابل لعمل الخير، سوى الجزاء الحسن، فالمراد بالإحسان الأول، القول الطيب، والفعل الحسن، والمراد بالإحسان الثاني: الجزاء الجميل الكريم على فعل الخير.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62): أي ومن دون تلك الجنتين في الفضيلة والقدر، جنتان أخريان ، قال المفسرون: الجنتان الأوليان للسابقين، والأخريان لأصحاب اليمين، ولا شك أن مقام السابقين أعظم وأرفع... فيكون معنى(وَمِنْ دُونِهِمَا) بمعنى أقل، أي: وأقل من تلك الجنتين المذكورتين من قبل، في المنزلة والقدر،جنتان أخريان.. وعلى هذا المعنى سار جمهور المفسرين

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

مُدْهَامَّتَانِ (64): صفة للجنتين.. أي: هما شَدِيدَتَا الخُضْرَةِ، والخُضْرَةِ إذا اشتدت ضربت إلى السواد من كثرة الري والعناية...

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65): فَبأيِّ أَنْعُمِ اللهِ السَّالِفَةِ عَلَيْكُمْ تُكَذِّبُونَ يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنّسِ؟

فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66): فيهما عَيْنَانِ تَفُورَانِ بالمَاءِ وَلاَ تَنْقَطِعَانِ. نَضَّاخَتَانِ: فَوَّارَتَانِ بِالماءِ لا تَنْقَطِعَان. مع مافي ذلك من الحسن والجمال

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67): فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟

فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68): وَفي هَاتَيْنِ الجَنَّتَيْنِ فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ..وعطف سبحانه النخل والرمان على الفاكهة مع أنهما منهما، لفضلهما،

فكأنهما لما لهما من المزيَّة جنسان آخران (1).

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69): فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟

فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70):  في هذه الجنان الأربع زوجات طيبات الأخلاق مشرقات الوجوه.. (2)

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72): وفي الجَنَّةِ نِسَاءٌ حِسَانُ الوُجُوهِ، حُورُ العُيُونِ، قَدْ قَصَرْنَ طَرْفَهُنَّ عَن النَّظَرِ إلى غَيرِ أزْواجِهِنَّ، وَقَدْ لاَزَمْنَ بُيُوتَهُنَّ، فَلَسْنَ بِطَوَّافَاتٍ في الطُّرُقَاتِ . وحُورٌ: - نِسَاء بِيضٌ حِسَانٌ . وأصل كلمة الحور: هي جمع حوراء، وهى المرأة ذات الحور، أي: ذات العين التى اشتد بياضها واشتد سوادها فى جمال وحسن .ومَقْصُورَاتٌ: أي مُخَدَّرَاتٌ في البُيُوتِ.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73): فبأيِّ نعمةٍ من نعم ربكما تجحدان؟

لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74): أي لم يَلمسهنَّ ويباشرهنَّ - هؤلاء الحور - إنس قبل أزواجهن ولا جان.

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75): فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟

مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76): متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان. والعبقري: وصفٌ لكل ما كان ممتازاً فى جنسه. نادر الوجود فى صفاته والمراد به هنا: الثوب الموشى بالذهب، والبالغ النهاية فى الجودة والجمال .

إذاً هؤلاء الذين خافوا مقام ربهم، قد أسكناهم بفضلنا الجنات العاليات حالة كونهم فيها على الفرش الجميلة المرتفعة. وعلى الأبسطة التي بلغت الغاية فى حسنها وجودتها ودقة وشيها . .

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77): فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟

تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78): أي: جل شأن الله تعالى، وارتفع اسمه الجليل عما لا يليق بشأنه العظيم، فهو عز وجل صاحب الجلال. أي : العظمة والاستغناء المطلق ، والإكرام. أي: الفضل التام، والإحسان الذي

لا يقاربه إحسان(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفات بيانيّة وإعجازية في هذه السورة

1-  لماذا قُدم تعليم القرآن على خلق الإنسان في أول آية في سورة الرحمن مع أنه يتصور أن الخلق يكون أولاً ؟؟

 والجواب: لأن نعمة الهداية والإرشاد أعظم من نعمة الخلق والإيجاد، فالإنسان والجن خلقا لغرض العبادة،والقرآن هو كتاب العبادة التي سيستغرق الانس والجن إلى قيام الساعة. فهذا الكتاب هو الغرض من خلق الانسان فهو الأسبق، والغرض أسبق من الخلق. ففي أي عمل الغرض أسبق من العمل.

2- السبق العلمي الإعجازي في قوله تعالى:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ(20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)}

هذه الآية من العجائب التى لم تكن معروفة للناس وقت نزول القرآن. إنما عُرفت حديثاً حين سعى الإنسان إلى التعرف على ظواهر  الطبيعة بوسائل علمية دقيقة..…إن الماء العذب الذى تَصبه الأنهار فى البحار والمحيطات يَظل محافظاً على عذوبته غير ممتزج بملوحة البحر مسافة طويلة داخل البحر، كأنهما معزولان أحدهما عن الآخر بذلك (( البرزخ )) الذي يمنع عدوان أحدهما على الآخر!

بل الأعجيب من ذلك، أن مياه البحر الأحمر لا تمتزج بمياه المحيط الهندى عند باب المندب- ذلك البرزخ الذى يفصل بين البحر والمحيط - مع أن كليهما ماء ملح. ولكن نسبة الملوحة مختلفة بين هذا الماء وذاك، فيظل أحدهما طافيا فوق الآخر لا يمتزج به!

ولتوضيح أكثر(1): لقد وجَدَ علماءُ البحارِ أنّ ذراتِ الماءِ في البحرِ الأحمرِ إذا وصلتْ في أثناءِ حركتها إلى خطٍّ وهميٍّ عند بابِ المندب تعودُ إلى البحرِ الأحمرِ، وأنّ ذراتِ المحيطِ الهندي إذا اتجهت إلى البحرِ الأحمرِ تنخفضُ نحو الأسفلِ عندَ هذا البرزخِ، وتعاودُ الكَرَّةَ نحو المحيط الهندي، فلا يطغى المحيطُ الهنديُّ على البحرِ الأحمرِ، وأنّ البحرَ الأحمرَ لا يختلطُ بالمحيطِ الهندي، لأن: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ}، ولكلٍ منهما كثافةٌ، وحرارةٌ، ومُلوحةٌ، لا تزيدُ، ولا تنقصُ، كذلك البحرُ الأبيضُ، مع البحرِ الأسودِ، والبحرُ الأبيضُ مع المحيطِ الأطلسيّ.

دققوا في قول الحق سبحانه: {مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ}، لكنّ هذا البرزخَ ليس جداراً، إنه مرنٌ، وهذا الالتقاءُ المذكورُ في الآية:{مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ}، يكون على شكلِ تماوُجٍ.

أما الآيةُ الثانيةُ التي في سورةِ الفرقانِ ففيها شيءٌ آخر: {وَهُوَ الذي مَرَجَ البحرين هاذا عَذْبٌ فُرَاتٌ وهاذا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً} [الفرقان: 53] .إنّ بين البحرين؛ العذبِ والمالحِ؛ برزخاً وحِجراً محجوراً، حيث تزيد غزارَةُ بعضِ أنهارِ أمريكا على ثلاثمئة ألف مترٍ مكعبٍ في الثانيةِ، وتَصُبُّ في المحيط الأطلسيّ، ويمتدُ مسيرُها في البحرِ ثمانينَ كيلو متراً، هذا الماءُ العذبُ يسيرُ داخلَ الماءِ المالحِ، ومعَ ذلك لا يختلطانِ، ولا يتمازجانِ، لأنَّ:{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ} ،فهناك بين الماءِ العذبِ، والماءِ المالحِ حجرٌ محجورٌ، والحجرُ المحجورُ يعني أنّ معظمَ أسماكِ المياهِ العذبةِ لا تدخلُ في المياهِ المالحةِ، وأسماكَ المياهِ المالحةِ لا تدخلُ في المياهِ العذبةِ، ففي الحِجر المحجور حَجْرٌ على هذه الأسماكِ مِنْ أنْ تنتقلَ إلى الماءِ المالحِ، وحَجرٌ على تلك الأسماكِ أنْ تنتقلَ إلى الماءِ العذبِ، بينهما برزخٌ، وحجرٌ محجورٌ: {وَهُوَ الذي مَرَجَ البحرين هاذا عَذْبٌ فُرَاتٌ وهاذا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً} .

هذا مِن آياتِ اللهِ الدالةِ على عظمتِه، أي إنّ البحارَ لا تختلط، مع أنها متصلةٌ، فهل تستطيعُ أنْ تضعَ في وعاءٍ كأساً من الماءِ المالح، وكأساً من الماءِ العذبِ ولا يختلطان؟ هل تستطيع أن تفصلَهما بعد ذلك؟ هل لك أنْ تشربَ القِسْمَ العذبَ من هذا الوعاءِ؟ هذا شيءٌ فوقَ طاقةِ الإنسانِ: {مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 19-21] .

أليس من العجب العجاب وجود بحيرات عذبة فى باطن المحيطات، تظل عذبة وهي محاطة بالملوحة من كل جانب، فسبحان الخلاق العظيم 00وسبحان الفتاح العليم !

3- اعترض بعض المستشرقين على قوله تعالى في سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: 13] والآلاء هي النعم، وأنها جاءت تذييلاً لقوله تعالى:{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ}[الرحمن: 35] فالآية تتحدث عن النار والشواظ، فكيف تُختم هذه الخاتمة التي تدلُّ على النعمة؟

ولو تدبَّر القوم ما اعترضوا؛ لأن في الناس والتحذير منها والتخويف بها نعمة، كأن القرآن يقول لك: إياك أنْ تفعل ما يُوجِب النار والشُّواظ فتقلع وترتدع من قريب، أليست هذه من نعم الله على عباده؟ أليست رحمة بهم؟ وماذا كنتم ستقولون إنْ لم يُقدِّم لكم الحق سبحانه تحذيراً وإنذاراً، ثم فاجأكم بالعذاب (1)؟

4-لماذا خص الحقُّ سبحانه الفاكهة بالذكر وخص النخل والرمان بالفصل، مع أنهما منهما وليسا من جنسان آخران..{ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ }

يثبت العلم أن أكثر الطعام فائدة للانسان الفاكهة بأنواعها المختلفة فقد جمع سبحانه فيها من الغذاء والدواء ما جعلها مكتملة العناصر اللازمة لصحة الابدان، وقد خص الله العليم الخبير بما خلق بعض أنواع الفاكهة التي ذكرها في هذه الآية بأنها ذات فائدة غذائية أكثر من غيرها، وهذه هي النخل والرمان....

أما النخل: فقد دلت التحاليل الكيميائية على أن التمر يحتوى على نسبة مرتفعة من السكريات (76...تقريباً) ويستفيد الجسم من التمر في إنتاج طاقة عالية وسعر حرارى كبير .. وموادُّ التمر السُكّرية أُحادية، فهي سهلةُ الهضمِ، سريعةُ التمثُّلِ، إلى درجةِ أنّ السُّكرَ ينتقلُ من الفمِ إلى الدمِ في أقلَّ مِن عشرِ دقائقَ، علاوة على ما يحتوي عليه من عناصر الكلسيوم والحديد والفسفور وكميات من الفيتامينات الواقية من بعض الأمراض.. مما يجعل التمر غذاء كاملاً....

أما الرمان: فيحتوي لبه وعصيره على نسبة مرتفعة من حمض الليمونيك الذى يساعد بتأثيره على تقليل أثر الحموضة في البول والدم مما يكون سبباً في تجنب مرض النقرس وتكوين حصى الكلى، كما أن عصير الرمان به نسبة لا بأس بها من السكريات السهلة الاحتراق والمولدة للطاقة، كما أن به مادة عفصية قابضة تقي الامعاء مما يصيبها من إسهال، كما أن قشور سيقان أشجار الرمان تستخدم في القضاء على الدودة الشرطية....وغير ذلك والأبحاث حوله متواليه

    وفي كــــــــــــــــــــــــــــــــــــلِّ شيءٍ لـــــــــــــــــــــــــــــه آيةٌ       تدلُّ على أنّـــــــــــــــــــــــــــــــــهُ وَاحـــــــدُ

قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وفي أَنفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53] .

5- تقرير الحقِّ سبحانه حكمه بأسلوب الاستفهام البلاغي في كثير من آي القرآن: كما مر معنا في قوله { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } [الرحمن: 60] وكمثل قوله: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ سُورَةُ البَقَرَةِ : 140 ]وقوله:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ }[ سُورَةُ الأَنْعَامِ : 21 ] وغيرها من الآيات وهي كثيرة .. والإستفهام من الحق سبحانه: ليس لطلب الفهم...- حاشى فهو العالم المطلع على كل شيئ فلاَ تَخْفَى عليه خَافِيَةٌ -، ولكن الاستفهام في القرآن لغرض بلاغي: فحين يعرض الله أيَّ أسلوب من أساليب الإستفهام فعناه: أن الحق واثقٌ من أن الاستفهام إن عُرض على أيِّ إنسان لا يكون جوابُه إلا مايريده المستفهم وهو الله...فلما يقول: { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }ويريد جواباً: فلو جمعنا جميع الأجوبة من الناس لقالوا جميعاً...جزاء من أحسن في الدنيا أن يحسن إليه في الآخرة..

فكأن أسلوب الإستفهام يعطي الحُكم لا من المتكلم الأول ولكن من المتكلم الثاني، ولولا وثوق المتكلم الأول من أنَّ الجواب على وفق ما يُحب ما طرحه استفهاماً ينتظر جوابك (1)......

 

المـــــــــــــــــــــراجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

1- الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي   17 / 151 ومابعدها. تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش . الناشر : دار الكتب

المصرية – القاهرة- الطبعة : الثانية ، 1384هـ - 1964 م عدد الأجزاء : 20 جزءا (في 10 مجلدات)

2- التفسير الوسيط للقرآن الكريم 14/ 125 ومابعدها.المؤلف: محمد سيد طنطاوي الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة الطبعة: الأولى

3- صفوة التفاسير 3/ 275 ومابعدها .المؤلف: محمد علي الصابوني الناشر: دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة- الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1997 م

4- التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج 27/ 191 ومابعدها. د وهبة بن مصطفى الزحيلي.الناشر: دار الفكر المعاصر-دمشق- الطبعة : الثانية ، 1418

هـ عدد الأجزاء : 30

5- المنتخب في تفسير القرآن الكريم  ص: 791 ومابعدها. المؤلف: لجنة من علماء الأزهر. الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر، طبع مؤسسة الأهرام الطبعة: الثامنة عشر، 1416 هـ - 1995 م

6- تفسير الشعراوي – الخواطر الناشر: مطابع أخبار اليوم

7- جامع الأصول في أحاديث الرسول لأبي السعادات.ابن الأثير  تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون. الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان .الطبعة: الأولى

8- لمسات بيانية في نصوص من التنزيل للدكتور / فاضل صالح السامرائي / أستاذ النحو في جامعة الشارقة..بحث  

9- كتاب: سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق للشيخ عبد المجيد الزنداني

10- الإعجاز العلمي في القرآن الكريم د. حكمت الحريري رئيس قسم القرآن وعلومه، كلية التربية،اليمن

انتهيت من تفسير سورة الرحمـن في

20/ شعبان/ 1434هـ الموافق لـ 29/ 6/ 2013م



(1) أخرجه الترمذي في ثواب القرآن، باب في فضل القرآن، ورواه أيضاً الدارمي من حديث حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث وفي إسناده مجهول، والحارث الأعور ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال، ورواه أحمد في" المسند" من طريق محمد بن إسحاق قال: وذكر محمد بن كعب القرظي عن الحارث بن عبد الله ... . انظر: جامع الأصول في أحاديث الرسول لأبي السعادات ابن الأثير 8/ 461 برقم:( 6231) تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون .الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان .الطبعة: الأولى

(1) رواه البخاري 8 / 479 في تفسير سورة الرحمن، باب {ومن دونهما جنتان}، وباب {حور مقصورات في الخيام} ، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة}، ومسلم رقم (180) في الإيمان،باب قوله عليه السلام :"إن الله لا ينام "،والترمذي رقم (2530) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة . انظر:جامع الأصول لابن الأثير  10/ 498 برقم:( 8029)

(1) قال الألوسي: وأصل الطمث خروج الدم، ولذلك يقال للحيض طمث، ثم أطلق على جماع الأبكار، لما فيه من خروج الدم، ثم على كل جماع، وإن لم يكن فيه خروج دم

انظر روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 14/112 الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى، 1415 هـ

 

(1) ففي الحديث: عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن المرأةَ من نساءِ أهلِ الجنة ليُرَى بياضُ سَاقِها مِن وراءِ سبعينَ حُلَّةَ ، حتى يُرى مخُّها، وذلك بأن الله عز وجلَّ يقول: {كأَنَّهن اليَاقوت والمرجان} [الرحمن : 58] فأما الياقوت، فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لأُرِيتَهُ من ورائها » أخرجه الترمذي وقال : وروي عن ابن مسعود، ولم يرفعه، وهو أصح.رواه الترمذي رقم (2535) و (2536) و (2537) في صفة الجنة ، باب في صفة أهل الجنة ، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه "رقم (2632) " موارد " في صفة الجنة ، باب نساء أهل الجنة . انظر: جامع الأصول في أحاديث الرسول لأبي السعادات ابن الأثير 10/ 506 برقم:( 8045)

(1) يقول صاحب الكشاف: -أبو القاسم الزمخشري الخوارزمي-:لأن النخل ثمره فاكهة وطعام، والرمان فاكهة ودواء، فلم يخلصا للتفكه، ولذا قال أبو حنيفة - رحمه الله - إذا حلف لا يأكل فاكهة، فأكل رمانا أو رطبا لم يحنث. انظر الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل 4/452. دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق : عبد الرزاق المهدي. عدد الأجزاء / 4

(2) والضمير فى قوله  تعالى:{ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } يعود إلى الجنات الأربع : الجنتين المذكورتين فى قوله تعالى:{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } والجنتين المذكورتين هنا في قوله  سبحانه: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ}.

(1) قال صاحب تفسير البحر المحيط العلامة أبو حيان الأندلسي: لما ختم تعالى نعم الدنيا بقوله: {ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27]ختم نعم الآخرة بقوله:{تَبَارَكَ اسم رَبِّكَ ذِي الجلال والإكرام} وناسب هناك ذكر البقاء والديمومة له تعالى بعد ذكر فناء العالم، وناسب هنا ذكر البركة وهي النماء والزيادة عقب امتنانه على المؤمنين في دار كرامته وما آتاهم من الخير والفضل في دار النعيم.  انظر تفسير البحر المحيط 8/184 .دار الفكر

 

(1) موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن للدكتور محمد راتب النابلسي.وقد ألقى علينا هذه الموسوعة أثناء تدريسه لنا في معهد الفتح الإسلامي –قسم التخصص- وقد نشرها: دار المكتبي - سورية - دمشق - الحلبوني -

(1) تفسير الشعراوي – الخواطر 14/8812 الناشر: مطابع أخبار اليوم

(1) المرجع السابق

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعَرَّف على الإســلام د. منقذ بن محمود السقار

هدية إلى كل باحث عن الحق من غير المسلمين تعَرَّف على الإســلام د. منقذ بن محمود السقار مقدمة الحمد لله والصلاة والسلام على رسل ا...